Monday 14 September 2015

أنا الدمشقي

- أنا الدمشقي في شوقٍ وفي لهفٍ ... لدار أميّة أرجو لها الرُّهفِ
- هي قبلةٌ صلّى لها كلُّ غزلي .... كما صلّى ثنايَ لقبلة العُرفِ
- كذا وهجٌ في بقاع الأرض ساطعةٌ ... فلا قمر بدر السما ضوؤه يفِ
- إني أحنّها وهي تحيط بي .... كيف البعيد بغربةٍ ليس يذرفِ
- واشتقتها وأنا رضيعٌ لحبّها ... لمّا كبرت كيف لي أن أكتفي
- ألغير سٓكنِ الطفولةِ نرجو صبا ... بةً والعشق في وردها ليس بالقُطفِ
- حين ابتكرنا الزّهر بالألوان ملتبسا ... درجنا الأبيض بالياسمين في التُّحفِ
- وقلنا معاذ الله تتّسخِ فالأهلُ .... أهلُ المكارم وقمّةٌ للشّرف
- جار الزمان عليها بخُلسِ بغتةٍ ... حتى رأيت الأهل معرضين الأجنفِ
- ورأيت عُرباً في الخصام توحّدوا ... في قتل شعبٍ على الزمان مُرفرفِ
- ليت اتحادٌ فيه بعضٌ من المنفعة .... قُبّحتم من عربٍ لعربِ المسلف
- فلا القدس قد عادت ولا العراق عرا ... قاً ولبنانٌ يداوي جُرح التعسُّفِ
- أين الذين إذا انحتهمُ الشدةُ ... كانوا أشد العصف في الليلِ المُتعصّفِ
- واذا الخطوب في الكرى دقّت بابهم ... لبسوا المعارك لِبسهم للمعطفِ
- مآذن الشام تبكي إذ تُعاتبنا .... وأجراس الكنيسة صوتها في متلفِ
- والياسمين يبكي بحرقةٍ وآسى ... فكان الدمع ملؤ الدم ليس ينزف
- أين الذي قال ناج جُلّقٍ أينه .... يأتي يرى الحال الذي به يتأسّفِ
- أو ذاك الذي كتب العروبة أرملة .... قد ضاجعوها في تهمةٍ للتّعجرُفِ
- فإذا توارى البعد في طياتها نا .... جها شاعرٌ مدّعيٌ للتعفُّفِ
- دمشق صبراً على البلوى فكم نزلت ... بك سيول الغدر و أنت لم تُجرفِ

                  - بقلم زهير بربور -

No comments:

Post a Comment