Wednesday 25 November 2015

قصة شعرية .... رأيتُ اليوم من أمرٍ غريب ...

رأيتُ اليوم من الأمر غريبُ ... وأغربها من العشقِ عجيبُ
ومن حِلٍّ وتِرحالٍ نُصيبُ ..... إلى قومٍ بذي عدلٍ نصيبُ
و ذو بِئرٍ شربنا منه صفواً ... وصوتُ لهيفٍ كان لي طريبُ
بحثتُ الصوتَ أُلحقه نداءاً   ... على أملٍ بمسراها رحيبُ
عجِبتُ لهمسكِ حتى المريضُ   .... إذا ما ناله منك يطيبُ
لمحتُ الوجه و نورُ الأديمِ ... على نورِ الشُّميسِ له حجيبُ
فكل البلاد منها متى عزمتَ ... إن اخترت بلاداً فيها نصيب 
عراقيّةُ العيونِ شهيلُ لونٍ ...  مزيجُ الحُّبِ فيها كما اللّهيبُ
شآم الهوى له منها عبيقٌ ... وعِطرُ الوردِ منها لا يحيبُ
لها وجنتان للرُمّان زهرٌ ..... فأحسبها من الحُمرِ تليبُ
تُذيب العقلَ تُسكِرهُ غراماً ... ولا كلّ الخمورِ العقولَ تُذيبُ
كأنّ غداة البين أرجو قُربها ... والرّوحُ تمنعُ والفؤادُ ذنيبُ
فراد القلبُ أن يبعثْ وصاله ... ولستُ بمانعٍ فهو الصويبُ
وتأتيني الحميّةُ غليَ مرجلٍ ... إذا ما كان من فحمٍ حطيبُ
واندفعُ اندفاعَ السيل من علي ... وأقتربُ الخطا نحو الخطيبُ
أخبّرهُ بأنّ العُمر مُلكهُ ....... فإن شاءَ حفيظٌ أو سليبُ
فما رجواي منها إلاّ وصلٌ ... وما رجواها منّي لا غريبُ
وأنظرني السويعةَ يا خطيبُ ... ولاتعجل بسيفك والضّريبُ
فإن لم أستطع وصولَ وصلي .. فكُلّ الحقّ في العقل تُجيبُ
و أهتدي السبيلَ ببدر وجهٍ .... إلى  دارٍ ليس به عريبُ
دنوتُ منها دونَ الجنانِ قريبُ ... أحدّثها لغةَ العيونِ تجيبُ
أُحدّثها جميل الرمقِ فتبدو ... بعليائها حسناءَ لا تغيبُ
وأرنو الطّرف نحو الطّرفِ حتى ... شعاعُ الشّمسِ خالطه المغيبُ
أآمنة بنت عزٍّ خبّرينا ....... متى اللُّقيا والنّفوس تُطيبُ
ولا تؤتي سهامَ الشوقِ نحوي ... وتقتلني العيون ولا تُصيبُ
وكيف القتلُ حقاً من يجبني ... إذا رمشت برمشها لا تخيبُ
فلا كلّ القتالِ به رماحٌ ........... ولا كلّ شهيدٍ له نحيبُ
أيا أسفي بما قد حلّ فيَّ .... شهيدُ هوىً فكلّه تعذيبُ
وأرمقُ نظري ما أحيلى وجهها ... وترمقني المثيل بل تُطيبُ
تُحدثني بكُحلِ العينِ كلِمٌ ........ و لا يفهمُها إلاّ اللبيب
فيا حسيرة ما حلّ بيَّ ..... فما في القوم من أحدٍ لبيبُ
ويأتيني الخطيب يصيح فيَّ ... فعجّل نحونا إنّا نشيبُ
وتربصني نفوس القوم حتّى ... ظننت أنه الأجل القريبُ
يخبّرني بأنّ العفو أقرب ... و أنّ لي من الشرف نسيبُ
وأنّ الفعل قد ساغه حقاً ... فلا منّا المُعيبُ ولا الحسيبُ
تَكسّبْ كُلَّ حُسنٍ قد رُزِقتَ ... فلسنا نحن عنك لها حجيبُ
أُمَيِنَ الخيرِ إنّ القولَ قَولُك ... و لكنّي على الوصلِ رغيبُ
أُنادي بالتضرعِ يا إلهي ... أجب لي دعوتي أنت المُثيبُ

                        - بقلم زهير بربور -

Saturday 14 November 2015

اللقاء الأخير ....


- لا فرق
- قلتُ: سألقى خيبتي ببسمة
و أكمل ليلتي غارقاً
لعلّي بعد خيبتي ألقى المنتظر
وقلتُ في نفسي و سرّها 
سأجعل يومها مميزاً .
- لا فرق
- قلتُ: اذن دعينا نختم بداية لقائنا بضحكة 
ولنكمل عشائنا الأخير في هذا النهار الأخير 
ولندعي : لا شيء حصل 
- تجيبني : لا فرق
- فلنحتسي شرابنا المعتق بأنفاسك 
لعلّ في هذه الأمسية يأتي شيء جميل 
أو لعلّي أرى فيكي ما غفلتُ عنه فيما مضى.
و انتظري 
ولا ترحلي
فأنا جاعل من يومك هذا يوما أخيراً فيما مضى.
لا فرق عندكِ ، و لا همٌّ يزول لدي
لكن .... انتظري .
في هذه الأمسية ، على هذه المنضدة 
وفي هذا الشراب ، وصوت الكمنجات 
و إناء الورود ..... صمتي و جمالها .
وانتظَرتْ 
- قلتُ : دعينا لا نتكلم 
- قالت : لا تتكلم 
- قلت : دعينا نمضي جميلاً
و ننسى عمرٌ و سوسن و جليلاً
- قالت : دعنا ننساك 
- فلننسى جمالاً مشرقا من وجهكِ
و لننسى عبيرا عابقاً ثم فائحاً من ثغركِ 
و لأتذكر. لون عيونك المخضر الرمادي الممزوج بلؤم الطفولة و عطركِ .
و تركتُ الأمسية ، و تركتُ المنضدة 
و تركتُ الشراب ، و الكمنجات 
و إناء الورود ، و تركتُ جمالها
و مضيتُ مع صمتي الى جانبها نفسي ،
مودّعاً روحها بضحكة مني 
علّها بعد سنين ...
علّها تتذكر

10/6/2014 

                          - بقلمي -

Saturday 7 November 2015

ليت - بوسعي

- ليت بوسعي أن أتغير .
- هي ، موجودةٌ في ليت .
لا يا صديقي تغيّر .
- وأنا ، موجودٌ بوسعي .
بابٌ وُصِدَ إحكامه فاستحال عني يومها .
- تبكي ، تتعذب ، تمرض وتهلك ،
ولا مسند تتكئ عليه .
وأنت مازلت تقول : 
ليت بوسعي أن أتغيّر .
- أنا يارفيقي لست بأفضل حالٍ منك 
ولست بمكانٍ يحق لي التنظير الخسيس .
لكن بوسعي أن أفيدك بلحظة ودٍّ ولو كانت بعيدة 
كبُعد الليل عن السماء الزرقاء
وكبُعد طائرٍ في المنفى يعدّ أيامه الأخيرة .
- توقفني هنا وتقول :
بوسعي هي !! : ( بابٌ وُصِدَ إحكامه فاستحال عني يومها ) ! .
-إرجع إلى قومك ،
وذرني بهلاكي .
فأنت أيضاً مثلهم ،
لكن 
تعبتَ من الكذب ،
وتعبتَ من التعب ،
وتعبتَ من أنّك كلّ الشيء في اللاشيء .
- ومضى بماضيه منتظر ،
- ومضيت بحاضري ، كغدي لا أهِلّ له ولا إشراقا