Thursday 25 August 2016

قالها المحبوبُ يوماً....


قالها المحبوبُ يوماً, هل تُرانا من إيابْ..؟
بعد عامٍ, بعد دهرٍ, بعد أيّامِ الغياب..؟
أم تُرانا كُنّا حينَ كان شوقاً كالخُباب...
-هاطلاً حُبّاً حنيناً, جاعلاً أرضاً سراب-
ضائعينَ, تائهينَ في سراديبِ الجوابْ..؟
لا تُخبِّرني -يقيناً- بالكلامِ المُستطابْ...
أو تُجمِّلْ لي طريقاً, في ثناياه الحِرابْ...
أو تُباعدْ بالأمورِ, أو تُستِّرْ بالحجابْ...
بل تنطّقْ بالحقيقةْ, و تلثّمْ بالصّوابْ...
فالسّوادُ في بياضٍ أصبحَ حتى أشابْ...
ما أشابَ رأسي -كلّا- بل لروحي قد أصابْ...
من همومٍ تعتريني دون كيلٍ أو حسابْ...
من ذنوبِ الماضي بعضٌ, و ذنوبي لا تُذابْ...
قد أشابَ روحي هذا, قد أشابَ ما أشابْ...
فتنطّقْ بالحقيقةْ, و تلثّمْ بالصّوابْ...
أنّنا من بعدِ عامٍ, بعد أيّامِ الغيابْ...
لن تعودَ, لن أعودَ, أو دنوّاً و اقترابْ....
هكذا أرتاحُ أكثرْ, هكذا عيشي سرابْ

Saturday 18 June 2016

و شوقُ الوجدِ أوّلُهُ اصطِبارٌ.....

وشُوْقُ الْوَجْدِ أوّلُهُ اصْطِبَارٌ ... وفِيْ عَيْنَيْكِ قَدْ قلّ اصْطِبَارِيْ.
 أُدَاوِيْ الْدّاءَ بالْوجهِ الْجميْلِ ... ولا لِلْدّاءِ هَمٌّ أَنْ يُدَارِيْ.
وأوسطُهُ حنينٌ ثُمّ رغبة ... ولهفتهُ كَلَهفِي للدّيارِ .
إذا ما بِتُّ عن بُعدٍ لسَكني ... أرى دمعي يسيلُ بِانهمارِ .
إذا ما جِبتُ أصقاع البلادِ ... أرى شوقي مديداً للصحاري .
وأخِرهُ بُكاءُ العاتبينَ ... رحيلُ النّادمينَ وانكِساري .
شريدُ العاقلينَ في جنوني ... عليلُ السّالمينَ في احِتضاري .
 فَقُلْنَا لِلْقُلَيْبِ أنْ تَحَمّلْ ... وقُلْنَا للْعيونِ لا تُمَارِ.
ونادى الهونُ صبراً يا مولّهْ ... فهذا الوِّدُ مُرتحلَ الجّوارِ .
مواساتي بأنّي كُنتُ يوماً ... كثيرَ الوصلِ بالقومِ الخِيارِ .
 عهدْناكمْ بحُبٍّ في الحشا ... وحاشَى الْعهْدُ مُنْتَكِسَ الْسِّتارِ.


                       -زهير بربور-

Friday 3 June 2016

سديمُ الليلِ قدْ شَوذَبْ....


سديمُ الليلِ قَدْ شَوذَبْ ... و طُولُ العَتمِ أَسْحَارُ.
و كَانَ اللّونُ كالغَيهَبْ ... فلا للعَينِ إبْصَارُ .
و لا للمَاءِ ساهورٌ ... و لا بِالخِدْرِ سِنمارُ .
و لا بالسّقفِ ناهورٌ ... و ليتهْ بانَ غفّارُ .
فهذا الشّدفُ من ليلٍ ... كعَتمِ الهجرِ إقفارُ .
و هذا السّدفُ من فجرٍ ... كنار الشّوقِ إسعارُ .
فلا سُمرٌ نُجالِسهم ... و لا للسُّمرِ أنوارُ .
و لا الصُّبح بإقبالٍ ... و لا بالليل إدبارُ.
و لا ريحٌ تُعاصِفُنَا ... و لا النّسْماتُ أبكارُ.
و لا قلبٌ يُطَاوِعُنَا ... و لا بالعقلِ أفكارُ .
فطُمُّوا كأسيَ الفارغ ... بزيفِ الحُبِّ خمّارُ .
و لا تأتوا بأنواعٍ ... من الأقدارِ أقدارُ .
فقد ثُمِّلتُ بالوجهِ ... و ضاء الليلَ أقمارُ .
و قد هَمَّ الدجى طرِباً ... سعيداً عَمَّ أنوارُ .
أرى الدنيا حظوظاً ... قُسّمتْ و الحظُّ أقدارُ .
فمرزوقٌ و محرومٌ ... و مأجورٌ و أوزارُ .
و حظّي كلّهُ نحسٌ ... فإعسارٌ و إدبارُ .

Sunday 10 April 2016

لم أرَ في النّفسِ يوماً....

لم أرَ في النّفسِ يوماً مثل حقدي يحتويهِ.
أو رأيتُ القلبَ دهراً في صفاءٍ يعتريهِ.
أو رضيتُ أو عفوتُ عن مذلّاتٍ وتيهِ.
أو بعُدتُ في مُطاعٍ عن سفيهٍ أرتضيهِ.
لم أراهُ الحُبَّ يوماً علّني أو أرتجيهِ.
.
.
.
ثمّ آتي كالملاكِ طاهراً, أنجاسي فيهِ.
عابثاً في ذا وذاك, داعياً خُبثَ الفقيهِ. 
حائراً في ذا المكان, للفضاءاتِ مَتيهيِ.
ثم أُجعلْ للأُناسِ كوكباً أضواءَ فيهِ.
حاوياً نور الإله لولا كُفرٍ أزدريهِ.
حاملاً علم ابن مالك لكلامٍ أصطفيهِ.
لم يروني في الفلاء, أسوداً ما أدّعيهِ.
أو رأوني في أُفولٍ, ناسياً ما أحتويهِ.
ثمّ قالوا عنّي عاشق, بئسهم ما أدّعيهِ.
كيف عشقي وهُيامي خلف تسعٍ أشتفيهِ.
والمولّهْ خلف حُبٍّ واحدٍ سيشتقيهِ.؟
.
.
.
هاهي الذلّاتُ انظرْ في رمالِ بادئيهِ.
فيها بعضٌ من كثيرٍ, فيها جزءٌ من كريهِ.
فأنا في أمري أمرٌ كُلّي زورٌ أغتشيهِ.
إن رأيتم حُسني صُبحاً, لم تروا قُبح عشيهِ.
أو وجدتم فيَّ طُهراً, كان رجسي يمتطيهِ.
فلكم فيَّ تقولوا: ربّي باعد مُلتقيهِ.
وابنِ للوصالِ سدّاً بينه ومن يفيهِ.
وأنا أدعوهُ أيضاً فعساني أرتجيهِ.



- بقلم زهير بربور -

Friday 1 April 2016

إنّ الجمال بوجهها لا يرأفِ ....

إنّ الْجمالَ بوجْهها لا يَرْأَفِ ..... لشبيهِ حُسْنٍ بالْكمالِ الْيُوْسُفِ .
وضعتْ ركيْزةَ سحْرها و بهائهِ ..... ومشتْ لغابرِ عهْدها لَمْ تَعْزُفِ .
لَمْ تُسْرِفِ الْتَّقْدِيْرَ فِيْ حسناتْها ..... فهْيَ ملاكٌ فيْ ملاكٍ أهْيفِ .
ملكتْ مكارمَ سابِقيْنَ لعصْرِها ..... فنرى الْرَّفيْعَ دمامةً بتكلُّفِ .
و نرى الْإباءَ نابعاً فِيْ الْأنْفُسِ ..... و نرى الْفؤاد بحُبِّها لَمْ يَأْسَفِ .
و نرى الْجميْلَ بكْلّ قُبْحٍ أمْرهُ ..... فيهِ اكْتِمَالٌ و جلالٌ يسْتَفيْ .
فِيْهَا عَيُوْنٌ واسِعاتٌ بَحْرُهُمْ ..... إن قُلْتُ شعْراً فِيْ حَلَاهُمْ لا أفِ .
فيْهمْ نضيْرٌ لُوْنُهُمْ مُتَعَسِّلُ ..... فيْهمْ شفاءٌ مِنْ حبيْبٍ مُسْعَفِ .
فِيْهَا الْرّزَانُ بِخُلْقهَا و سِمَاتهَا ..... لَوْ أنّ قَيْساً مَادِحٌ لَمْ يُنْصِفِ .
لَمْ يدْرِ مِنْ كحْل الْكَرَى أَجْفَانُهُ ..... ماذا يصانعْ لِيْلهُ بِالْمُدْنَفِ .
أَوْ من تكْنّى بالنُّجومِ سَواتراً .....  لِعُلَا دُعَاءٍ لِلْحَبِيْبِ الْأرْأَفِ .
ربّاهُ إِنّيْ فِيْ الْهُيَامِ تَائِهٌ .....  حتّى يكادُ الْنُّوْمَ عَنِّيْ يَخْتَفِيْ .
هلْ لِيْ بحلٍّ فِيْ الْأُمُوْرِ جميْعُها ..... إلّا الْحبيْبَ دَعْهُ تحْتَ تصرُّفيْ .
فَالْعَيْنُ تَهْوَى صُوْرَةَ الْحسْنِ التيْ .....  رُوْحيْ بها تصْبُوْ إلىْ معْنىً خِفِيْ .
و الْقلْب فِيْ ضرْباته يَصِبُوْ إلىْ .....  ضرباتِ قلْبٍ للْجميْلِ الْأرْهَفِ .


            - بقلم زهير بربور -

Saturday 13 February 2016

وشاء الهوى بالحُكم فيّ يقتتِلُ ... وشاء القلبُ بالهوى منها يعتذلُ .
ويكأنّ الله ابتلاني في حُبّها س ... قمٌ أُداوي الدّاء منها فيعتللُ .
أيا حُبّاً يا في القلب كان مسكنُهُ ... ألا فعطفاً بالرّوح حين تنتزلُ .
روحي و الرّوح بالرّوحِ فيّ ترتحلُ ... لروحٍ نزُلها المسك و الحبُّ آزلُ .
إنّ المحب إذا الأهوال تعصفه ... تبكي الأهوال له ومثلها المثلُ 
فليت الذي أكتبه كان شاهداً ... وليت الذي أرجوه منها قد أنلُ .
وصلتني ثم كان الهجرُ مُستبقاً ... بينٌ وبين البينِ أمرُهُ تذلُّلُ .


                         يتبع ...

Monday 8 February 2016

ناجيتُ نفسي بالخفى ....


ناجيتُ نفسي بالخفى ... مُنّي عليَّ بما خفى
الكتم إن زار الصدور ... بُلي الشخوص بالجفا
والقلب إن ذاق الهموم ... ضاق اليسار و احتفى
فتجيبني و أنا الردي ... و أجيبها و هي الصّفا
إنّ البشائر في عمى ... كلّ السرائر في الغفى
هذا دنا ، ذاك ابتعد ... ذاك اشتقى ثمّ اشتفى
ومن اشتكى فيمن عسى ؟ ... قلت ارحميني بل كفى
فالعقل في الأمر اكتفى ... والدّمع في العين طفى
و الروح و الحقّ طغت ... صارت تريد المنتفى 
فتقول لي : أنت ، أنا ... والكتم فينا قد ضفا
حين ارتأينا لا أحد ... في العهد لانَ أو وفى
فأجيبها أنتِ الحكم .. وأنا الخصيم بالجفا
رُدّي أليّ و إن خلج ... قلبي لكتمك قد عفا

#Zoher