Saturday 18 June 2016

و شوقُ الوجدِ أوّلُهُ اصطِبارٌ.....

وشُوْقُ الْوَجْدِ أوّلُهُ اصْطِبَارٌ ... وفِيْ عَيْنَيْكِ قَدْ قلّ اصْطِبَارِيْ.
 أُدَاوِيْ الْدّاءَ بالْوجهِ الْجميْلِ ... ولا لِلْدّاءِ هَمٌّ أَنْ يُدَارِيْ.
وأوسطُهُ حنينٌ ثُمّ رغبة ... ولهفتهُ كَلَهفِي للدّيارِ .
إذا ما بِتُّ عن بُعدٍ لسَكني ... أرى دمعي يسيلُ بِانهمارِ .
إذا ما جِبتُ أصقاع البلادِ ... أرى شوقي مديداً للصحاري .
وأخِرهُ بُكاءُ العاتبينَ ... رحيلُ النّادمينَ وانكِساري .
شريدُ العاقلينَ في جنوني ... عليلُ السّالمينَ في احِتضاري .
 فَقُلْنَا لِلْقُلَيْبِ أنْ تَحَمّلْ ... وقُلْنَا للْعيونِ لا تُمَارِ.
ونادى الهونُ صبراً يا مولّهْ ... فهذا الوِّدُ مُرتحلَ الجّوارِ .
مواساتي بأنّي كُنتُ يوماً ... كثيرَ الوصلِ بالقومِ الخِيارِ .
 عهدْناكمْ بحُبٍّ في الحشا ... وحاشَى الْعهْدُ مُنْتَكِسَ الْسِّتارِ.


                       -زهير بربور-

Friday 3 June 2016

سديمُ الليلِ قدْ شَوذَبْ....


سديمُ الليلِ قَدْ شَوذَبْ ... و طُولُ العَتمِ أَسْحَارُ.
و كَانَ اللّونُ كالغَيهَبْ ... فلا للعَينِ إبْصَارُ .
و لا للمَاءِ ساهورٌ ... و لا بِالخِدْرِ سِنمارُ .
و لا بالسّقفِ ناهورٌ ... و ليتهْ بانَ غفّارُ .
فهذا الشّدفُ من ليلٍ ... كعَتمِ الهجرِ إقفارُ .
و هذا السّدفُ من فجرٍ ... كنار الشّوقِ إسعارُ .
فلا سُمرٌ نُجالِسهم ... و لا للسُّمرِ أنوارُ .
و لا الصُّبح بإقبالٍ ... و لا بالليل إدبارُ.
و لا ريحٌ تُعاصِفُنَا ... و لا النّسْماتُ أبكارُ.
و لا قلبٌ يُطَاوِعُنَا ... و لا بالعقلِ أفكارُ .
فطُمُّوا كأسيَ الفارغ ... بزيفِ الحُبِّ خمّارُ .
و لا تأتوا بأنواعٍ ... من الأقدارِ أقدارُ .
فقد ثُمِّلتُ بالوجهِ ... و ضاء الليلَ أقمارُ .
و قد هَمَّ الدجى طرِباً ... سعيداً عَمَّ أنوارُ .
أرى الدنيا حظوظاً ... قُسّمتْ و الحظُّ أقدارُ .
فمرزوقٌ و محرومٌ ... و مأجورٌ و أوزارُ .
و حظّي كلّهُ نحسٌ ... فإعسارٌ و إدبارُ .