Sunday 10 April 2016

لم أرَ في النّفسِ يوماً....

لم أرَ في النّفسِ يوماً مثل حقدي يحتويهِ.
أو رأيتُ القلبَ دهراً في صفاءٍ يعتريهِ.
أو رضيتُ أو عفوتُ عن مذلّاتٍ وتيهِ.
أو بعُدتُ في مُطاعٍ عن سفيهٍ أرتضيهِ.
لم أراهُ الحُبَّ يوماً علّني أو أرتجيهِ.
.
.
.
ثمّ آتي كالملاكِ طاهراً, أنجاسي فيهِ.
عابثاً في ذا وذاك, داعياً خُبثَ الفقيهِ. 
حائراً في ذا المكان, للفضاءاتِ مَتيهيِ.
ثم أُجعلْ للأُناسِ كوكباً أضواءَ فيهِ.
حاوياً نور الإله لولا كُفرٍ أزدريهِ.
حاملاً علم ابن مالك لكلامٍ أصطفيهِ.
لم يروني في الفلاء, أسوداً ما أدّعيهِ.
أو رأوني في أُفولٍ, ناسياً ما أحتويهِ.
ثمّ قالوا عنّي عاشق, بئسهم ما أدّعيهِ.
كيف عشقي وهُيامي خلف تسعٍ أشتفيهِ.
والمولّهْ خلف حُبٍّ واحدٍ سيشتقيهِ.؟
.
.
.
هاهي الذلّاتُ انظرْ في رمالِ بادئيهِ.
فيها بعضٌ من كثيرٍ, فيها جزءٌ من كريهِ.
فأنا في أمري أمرٌ كُلّي زورٌ أغتشيهِ.
إن رأيتم حُسني صُبحاً, لم تروا قُبح عشيهِ.
أو وجدتم فيَّ طُهراً, كان رجسي يمتطيهِ.
فلكم فيَّ تقولوا: ربّي باعد مُلتقيهِ.
وابنِ للوصالِ سدّاً بينه ومن يفيهِ.
وأنا أدعوهُ أيضاً فعساني أرتجيهِ.



- بقلم زهير بربور -

Friday 1 April 2016

إنّ الجمال بوجهها لا يرأفِ ....

إنّ الْجمالَ بوجْهها لا يَرْأَفِ ..... لشبيهِ حُسْنٍ بالْكمالِ الْيُوْسُفِ .
وضعتْ ركيْزةَ سحْرها و بهائهِ ..... ومشتْ لغابرِ عهْدها لَمْ تَعْزُفِ .
لَمْ تُسْرِفِ الْتَّقْدِيْرَ فِيْ حسناتْها ..... فهْيَ ملاكٌ فيْ ملاكٍ أهْيفِ .
ملكتْ مكارمَ سابِقيْنَ لعصْرِها ..... فنرى الْرَّفيْعَ دمامةً بتكلُّفِ .
و نرى الْإباءَ نابعاً فِيْ الْأنْفُسِ ..... و نرى الْفؤاد بحُبِّها لَمْ يَأْسَفِ .
و نرى الْجميْلَ بكْلّ قُبْحٍ أمْرهُ ..... فيهِ اكْتِمَالٌ و جلالٌ يسْتَفيْ .
فِيْهَا عَيُوْنٌ واسِعاتٌ بَحْرُهُمْ ..... إن قُلْتُ شعْراً فِيْ حَلَاهُمْ لا أفِ .
فيْهمْ نضيْرٌ لُوْنُهُمْ مُتَعَسِّلُ ..... فيْهمْ شفاءٌ مِنْ حبيْبٍ مُسْعَفِ .
فِيْهَا الْرّزَانُ بِخُلْقهَا و سِمَاتهَا ..... لَوْ أنّ قَيْساً مَادِحٌ لَمْ يُنْصِفِ .
لَمْ يدْرِ مِنْ كحْل الْكَرَى أَجْفَانُهُ ..... ماذا يصانعْ لِيْلهُ بِالْمُدْنَفِ .
أَوْ من تكْنّى بالنُّجومِ سَواتراً .....  لِعُلَا دُعَاءٍ لِلْحَبِيْبِ الْأرْأَفِ .
ربّاهُ إِنّيْ فِيْ الْهُيَامِ تَائِهٌ .....  حتّى يكادُ الْنُّوْمَ عَنِّيْ يَخْتَفِيْ .
هلْ لِيْ بحلٍّ فِيْ الْأُمُوْرِ جميْعُها ..... إلّا الْحبيْبَ دَعْهُ تحْتَ تصرُّفيْ .
فَالْعَيْنُ تَهْوَى صُوْرَةَ الْحسْنِ التيْ .....  رُوْحيْ بها تصْبُوْ إلىْ معْنىً خِفِيْ .
و الْقلْب فِيْ ضرْباته يَصِبُوْ إلىْ .....  ضرباتِ قلْبٍ للْجميْلِ الْأرْهَفِ .


            - بقلم زهير بربور -