Friday 3 June 2016

سديمُ الليلِ قدْ شَوذَبْ....


سديمُ الليلِ قَدْ شَوذَبْ ... و طُولُ العَتمِ أَسْحَارُ.
و كَانَ اللّونُ كالغَيهَبْ ... فلا للعَينِ إبْصَارُ .
و لا للمَاءِ ساهورٌ ... و لا بِالخِدْرِ سِنمارُ .
و لا بالسّقفِ ناهورٌ ... و ليتهْ بانَ غفّارُ .
فهذا الشّدفُ من ليلٍ ... كعَتمِ الهجرِ إقفارُ .
و هذا السّدفُ من فجرٍ ... كنار الشّوقِ إسعارُ .
فلا سُمرٌ نُجالِسهم ... و لا للسُّمرِ أنوارُ .
و لا الصُّبح بإقبالٍ ... و لا بالليل إدبارُ.
و لا ريحٌ تُعاصِفُنَا ... و لا النّسْماتُ أبكارُ.
و لا قلبٌ يُطَاوِعُنَا ... و لا بالعقلِ أفكارُ .
فطُمُّوا كأسيَ الفارغ ... بزيفِ الحُبِّ خمّارُ .
و لا تأتوا بأنواعٍ ... من الأقدارِ أقدارُ .
فقد ثُمِّلتُ بالوجهِ ... و ضاء الليلَ أقمارُ .
و قد هَمَّ الدجى طرِباً ... سعيداً عَمَّ أنوارُ .
أرى الدنيا حظوظاً ... قُسّمتْ و الحظُّ أقدارُ .
فمرزوقٌ و محرومٌ ... و مأجورٌ و أوزارُ .
و حظّي كلّهُ نحسٌ ... فإعسارٌ و إدبارُ .

2 comments:

  1. السلام عليكم..
    يسعدنا إنضمامك وتشريفنا في منصتنا
    https://scribble-n.blogspot.com/

    ReplyDelete