Sunday 22 January 2023

سبحان خالقها

 

"الشّمسُ في طرفِ عينيها مُكبّلةٌ .. والليلُ في شعرها الممدودِ مسجونُ."
وَالْزَّهْرُ مِنْ خَدَّهَا الْوَرْدِيّ مُسْتَرِقٌ .. وَالْبَدْرُ مِنْ وَجْهِهَا الدُّرْيّ مَقْرُوْنُ.
وَقَوْسُ حَاجِبُهَا مِنْ كُلِّ نَاحِيةٍ .. وَنُبْلُ مُقْلَتِهَا فِيْ الْقَلْبِ مَدْفُوْنُ.
وَالْثَّغْرُ منْحوُّتٌ إبْدَاعُ خَالِقِنَا .. إنْ مَالَ مَبْسَمُهَا قَدْ بَانَ مَكْنَوْنُ.
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْأضْدَادَ وَاحِدَةً .. فِيْ شَخْصِهَا جُمِعَتْ مَا كَانَ مَوْزُوْنُ.

-بقلم زهير بربور-

Monday 13 June 2022

الوهم يقتل صاحبه..

ألَيْسَ الْلّيْلُ مِرْعَاةَ الْنُّجُوْمِ ..   وَليْسَ الْبَدْرُ مَشْكَاةَ الْهُمُوْمِ؟

فَهَا صَحْبِيْ سَوَادُ الْلّيْلِ حَلَّ .. وَهَا صحْبيْ لنجْمهْ منْ يَرُوْمِ؟

يَبُوْحُ الْعَقْلُ مَا صَنَعَ الْفؤادُ .. وَيَأْتِيْ الْدَّمْعُ مِرْسَالَ الْكَتُوْمِ.

وكُنْتُ الْحُبَّ مُتَّخِذاً سبيْليْ .. وَكَانَ الْنُّوْرَ فِيْ الْقَلْبِ الْعَتُوْمِ.

بِحَسْنَاءَ يُمثِّلُهَا الْخَيَالُ .. كَطَلْعِ الْشَّمْسِ مِنْ بَيْنِ الْغُيُوْمِ.

تزيْد حَلَاوَةً أزْدَادُ حُبَّاً .. وَساقِ الْحَبَّ بِالْكَاسِ الْنَّدِيْمِ.

وَلَكِنْيَ وَفَرْطُ الْعِشْقِ جهْليْ .. قتيْل هوىً وعشْقٍ مِنْ كَرِيْمِ. 

أجُوْدُ صَبَابَةً فيَجُوْدُ جُرْحَاً ..  بطعْن الْقلْب بالْنَّصْل الْثَّلِيْمِ.

فيا صحْبيْ نُجُوْمٌ لِلْثُّرَيَّا .. أمَا فِيْكُمْ لِحُمْقِيْ مَنْ يَلُوْمِ. 

عَلِمْتُ الوَهْمَ قَتَّالٌ لصَحْبِهْ .. وَعَيْشُ الْحُبِّ وَهْمَاً فِيْ كَظِيْمِ. 

فَعِشْقِيْ وَهُيَامِيْ وَخَيَالِيْ ..  سرابٌ فِيْ سرابٍ مِنْ حَمِيْمِ. 

وَوَهْمِيْ وَشُكُوْكِيْ وَظُنُوْنِيْ ..  هَلَاكٌ فِيْ هَلَاكٍ لِلْظَّلُوْمِ.

 


-بقلم زهير بربور-

Friday 25 March 2022

في الشّوق

 حَاربْتُ شَوْقِيْ بِصَمْتٍ لَا نِدَاءَ لَهُ .. فَكَانَ بِالْصَّمْتِ شَوْقِيْ ضِعْفُهُ الْعَدَدُ. 

بعضُ الْتَّبَارِيْحِ فِيْ إِخْفَائِهَا سَنَدٌ .. كذلكَ الْحَالُ فِيْ تِبْيَانِهَا الْسّنَدُ. 

إِلَّا تَبَارِيَحاً فِيْ الهَوَىْ عَجَبِيْ .. لَا الْبُوْحُ يَنْفَعُ أَوْ لِلْسِّرِ تَرْتَشِدُ. 




-زهير بربور-

Friday 2 July 2021

أُفَتِّشُ فِيْكَ

أُفَتِّشُ فِيْكَ عَنْ نَفْسِيْ وَأُنْسِيْ .. عَنِ الْمَخْبُوْءِ مِنْ ضَعْفِيْ وَوَجْسِيْ.

أَبُثُّ الْحُزْنَ فِيْهَا أسْتَرِيْحُ .. مِنَ الْإِجْفَالِ مِنْ خَوْفِ الْتَّأَسِّيْ.

هَوَاجِسُ مُفْزِعَاتِ الْنّوْمَ عَنِّيْ .. وَعَنِّيْ مُفْزِعَاتُ الْنَّوْمِ هَجْسِيْ.

أُبَاحِثُ مَا فَقَدْتُ وَمَا فَقَدْتُ .. وَلْكِنْ لَعْنَةُ الْخُسْرَانِ لِبْسِيْ.


زهير بربور                                             

                                                  5/1/2021

Sunday 27 June 2021

في وصف النّدى..

يتّسعُ المدى ضمنَ الصّدى في كونِ أرجاءِ النّدى.

هذا النّدى-يا ويحهُ-مثل الرّدى قد شاب إن ضاع سدى.

في أخرِ السّحرِ الجميلِ طَلْعهُ، فوق النباتِ، تحت ظلٍّ قد حدا.

بين الورودِ أثيرهُ، ضمن الخيالِ صنيعهُ، والعطرُ منه قد جدا.

قد قيلَ عنه-مَظالِمٌ-هذا انتحابُ الليلِ من شوقٍ غدا.

يا ليتهم قنعوا، أنّ البكاء لمثلهِ، لا كان أو سيكون عيباً قد بدا.

هذا أنينُ تأوهٍ لجمادِ ما كان في الصّوتِ صدى.

هذا حنينٌ لم يزل يأتي صباحاً في شروقٍ قد عدا.

هذا حبيبٌ ومُحِبٌّ- لو ترى- غير السبيل بدمعه ما قد فدى.

هذا النّدى ضمن الصّدى في صُبحِ إشراق المدى... 



                                           21/11/2019

بقلم زهير بربور                                         

Monday 21 December 2020

فَعُدْ نحوَ طلوعك..

 
يطولُ اللّيلُ مَا استَسقَى اللِّقَاءُ ... وبُعدُ القلب عَنْ جَسدٍ شَقَاءُ.
وبُعدُ حَبِيبٍ وَالْأطلَالُ حَولِي ... رُسُومٌ بَالِيَاتٌ بَل خَوَاءُ.
وهَذا البَيْنُ يَالَيلِي طَوِيلٌ ... فَلَا لَيلَى كمثلكَ لا بَقَاءُ.
وَلَا هِندٌ وَعَبلَة أَو أُمَينَة ... أَطَلُّوا النَّجمَ زَيَّنَهُم سَمَاءُ.
فَعُدْ نَحوَ طُلُوعِكَ أَو طُلُوعِي ... وَخَلِّ الشَّمسَ فِي الْأُفقِ تُضَاءُ.
لِنَأتِيكَ الحَنِينُ يَفِيضُ مِنّا ... وَتَأتِينَا تُواسِي مَا أسَاءُوا.




                                23\3\2019                                 زهير بربور

Sunday 6 December 2020

مصيبة..

 ما بين مُعتركٍ وبين الرّاحةِ .. جادت أمورٌ عن غناها راحتي.

هي كلّها هذي الحياة مطيُّها .. تعبٌ شقاءٌ وشقائي مُطيتي.

أو بعضها جمع المصائبِ كلها .. فأرى هواناً حين تأتي لحظتي.

فكأنما هذي الطرائق جلّها .. ملكت يميناً أن تكون صديقتي.

وكأنما عبسيُّ ليلٍ مظلمٍ .. أرخى سدولاً قاصداً بتكبُّتي.

أو أّنما فيه النجومُ بليلها .. حارت فغارت في ظلامٍ صامتِ.



-زهير بربور-